غانا 2008 غابة إفريقية مفتوحة
سبورت العربية - تجذب الغابات الإفريقية كثيرا من عشاق المغامرات لما تحتويه من مناظر خلابة وحيوانات نادرة تجمع ما بين القوة والشراسة.. يصعب رؤيتها بعيدا عن الأدغال، ويبدو أن منتخبات القارة السمراء أرادت استغلال ذلك لنيل انتباه عشاق الكرة في مختلف أنحاء العالم، فأخذ أنصارها يتنافسون على تسمية فرقهم بألقاب تظهر مدى قوة لاعبيهم داخل ملاعب كرة القدم.
ومع انطلاق نهائيات غانا 2008، والتي يتنافس فيها 16 منتخبا منتمية لجميع أنحاء القارة، هدفها تحقيق المجد الإفريقي، والتأكيد على أن ألقابها ليست مجرد أسماء ترددها الجماهير؛ بل تعكس قوة كبيرة في الأداء داخل الملعب خلال المباريات؛ مما يجعلهم قادرين على تخطي منافسيهم مهما بلغت قوتهم.
وتعتبر الأسود والأفيال والفراعنة والنسور أكثر الألقاب التي تتسابق عليها وسائل الإعلام المهتمة بتغطية أحداث البطولة لنشرها، ولتصبح عناوين تقاريرها الإخبارية أكثر سخونة وإثارة لجذب انتباه مشاهدي القنوات التلفزيونية وقراء الصحف المطبوعة.
وأصبحت المسابقة الأولى في إفريقيا أقرب إلى أن يتم تسميتها ببطولة الغابات الإفريقية؛ لما تشهده مبارياتهما من مواجهات بين الأسود الكاميرونية غير المروضة، والغزلان الأنغولية السوداء، والأفيال الإيفوارية، بجانب النسور التونسية، والصقور السودانية، في معارك أرضية جوية صعبة على محاربي ناميبيا الشجعان، وسناجب بنين أو فراعنة مصر.
وتعتمد غانا الملقبة بالنجوم السوداء على جماهيرها؛ لتكون نقطة قوة في صالحها لمواجهة مخاطر تلك المواجهات العنيفة، والتي تبدأها باصطياد الأفيال الغينية الصغيرة، وبعدها محاربي ناميبيا، ثم أسود المغرب الأطلسية.
ولا شك أن الزيادة الرهيبة في عدد المحترفين الأفارقة داخل أوروبا في السنوات الأخيرة كان العامل الأساسي في زيادة الاهتمام بالبطولة، ومعرفة لقب منتخبات القارة السمراء، خصوصا وأن نجوم الأندية الأوروبية أغلبهم من إفريقيا، خصوصا وأن الإعلام هناك يطلق على كل لاعب اسما متعلقا بالدولة القادم منها؛ مثل الفيل الإيفواري ديديه دروغبا لاعب تشيلسي الإنجليزي، والفرعون المصري أحمد حسام "ميدو" المحترف في ميدلسبره.
وبالنظر إلى دول شمال إفريقيا المشاركة في نهائيات غانا تظهر منتخبات مصر والمغرب وتونس كأبرز القوى في القارة السمراء، ولها ألقاب يرددها الكثيرون منذ عشرات السنين، خاصة المصريون الملقبون بالفراعنة في أية بطولة ينافسون عليها بسبب الحضارة المصرية القديمة التي مازالت تبهر العالم حتى وقتنا الحالي.
أما المنتخب المغربي فلقب أسود الأطلسي هو المفضل لدى جماهيره؛ لما يجمعه ما بين القوة المتمثلة في ملك الغابة والقدرة على التحمل بسبب كثرة الجبال المتواجدة في المغرب؛ مثل سلسلة جبال أطلس، وبالانتقال للجار التونسي فنسور قرطاج لن تكون بالخصم السهل في نهائيات غانا التي يدخلونها ساعين للقب الثاني في تاريخهم.
وعند التعمق في وسط القارة الإفريقية حيث المنتخبات التي تميل بعضها إلى التشبه بالحيوانات المفترسة؛ مثل الأسود غير المروضة الكاميرونية، وأسود تيرانغا السنغالية، والفيلة الإيفوارية، والآخر يلجأ للكائنات السريعة كالغزلان الأنغولية.
والملفت للنظر أن بنين هي المشاركة الوحيدة الملقبة بالسناجب، وهو حيوان لا حول له ولا قوة، إلا أنها تأهلت للمرة الثانية إلى بطولة إفريقيا، وكانت قد أحرجت المصريين في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال ألمانيا عام 2006، بعدما أفقدتهم نقطتين ثمينتين، وغير ذلك، فهناك غياب كامل للحيوانات والطيور الأليفة، وكأن الألقاب الشرسة هي الكفيلة بتحقيق التاريخ الكروي والإنجازات، رغم أن المنتخب الفرنسي الملقب بالديوك فاز بكأس العالم عام 1998.
وإذا توجهنا إلى جنوب إفريقيا حيث الدولة المنظمة لمونديال 2010، والتي يشتهر منتخبها بالـ"بافانا بافانا" أو الأولاد، وهو اللقب الذي اشتهر عام 1992، بعدما قام ثلاثة صحفيين محليين بتسمية منتخب بلادهم بهذا اللقب، الذي بدأ في الانتشار رغم معارضة الشركة الراعية للفريق على الاسم لعدم تميزه بالرواج الإعلامي.
ومع ذلك نجح أولاد جنوب إفريقيا في الفوز باللقب الإفريقي لأول مرة في تاريخهم، عندما حلوا على البطولة كوجه جديد عام 1996، بعدما نظموا النهائيات على أرضهم، ولكن يبدو أن تكرار الإنجاز في غانا صعب، خصوصا وأن الفريق مازال في مرحلة البناء استعدادا لمونديال 2010.
الثلاثاء يناير 22, 2008 1:06 am
