يخطئ من يعتبر أن المقارنة لا تصلح بين سياسة فلورنتينو بيريز الرئيس السابق لنادي ريال مدريد والتي تركزت على ضم اكبر عدد ممكن من النجوم، مع السياسة الحالية لنادي بايرن ميونخ الذي تعاقد مع ثلاثة لاعبين من عيار السوبر مطلع الموسم الحالي.
والواقع انه لا خلاف في أن ريال مدريد هو نادي القرن في أوروبا إلا أنه ليس النادي الوحيد الكبير كما أن بايرن ميونخ ليس - ثانيا - بل هو بين نخبة أندية (القارة العجوز) ويكفي أن نسأل التاريخ لنعرف ذلك.
إذا كان البعض لا يرى في أوروبا إلا ريال مدريد، فتلك مشكلة وإجحاف بحق النادي الملكي الذي أحرز تسعة ألقاب أوروبية كبيرة رغم وجود العديد من الأندية الكبيرة المنافسة، هذا ما دفعنا للمقارنة بين ريال مدريد وبايرن ميونخ ولم ندخل في واقع الأسماء والألقاب والتاريخ بل تطرقنا إلى موضوع مهم يفرض السؤال الآتي: هل التعاقد مع اكبر عدد من النجوم يؤدي بالأندية إلى الفشل؟
لا خلاف في أن المقارنة بين كلوزه ورونالدو ليست منطقية بالنسبة إلى البعض إلا أننا نذكر بأن الأول خلف الثاني وهكذا لمونديال 2002 «كوريا واليابان». فيما يعتبر ريبيري خليفة طبيعية لزيدان (معشوق العرب) ويتساوى توني أهمية بفيغو وبيكهام إلا أن ذالك لم يكن موضوعنا.
وعندما يعي البعض أن ألمانيا (مستوى ثان) فان عليه الإتيان بإثباتات تؤكد قناعاته ليقنعنا، خصوصاً ان ألمانيا بلغت نهائي المونديال سبع مرات وتوجت في ثلاث، وبلغت نهائي أمم أوروبا خمس مرات وتوجت في ثلاث مرات أيضاً وبالتالي نسأل أين هي إنجلترا وأسبانيا وغيرها؟
لابد من الإشارة إلى أنه لا يمكن في يومنا هذا مقارنة دولة بأخرى على الصعيد الكروي من خلال الأندية خصوصا وان الأندية تكتظ بالنجوم الأجانب. لذا تبقى المنتخبات المرآة العاكسة لمستوى الأوطان عندما نتحدث عن ظاهرة النجوم في ريال مدريد تشاء الصدف أن تتكرر الظاهرة نفسها في ميونخ فهذا لا يعني أن تحدثنا في الموضوع أننا قارنا بين الناديين. ثم إن المشكلة في المقارنة !!
لا يهطل المطر في مدريد فقط بل وفي برشلونة وميونخ وميلانو أيضاً إلا إذا كان «مطركم» مختلفاً عن مطرنا وعندها يتوجب علينا معرفة ما إذا كان مقر ريال مدريد على كوكب الأرض أو ربما في إحدى ضواحي المريخ.
نقلا عن جريدة البيان الإماراتية يوم الخميس الموافق 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2007 .
الخميس نوفمبر 22, 2007 11:35 am
