إيسيان يشعر بالحنين للعب في شوارع آكرا
سبورت العربية - رحلة نجمالقلب النابضلا ينسى الغاني مايكل إيسيان -26 عاما- لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي كيف كانت بدايته مع كرة القدم في شوارع العاصمة الغانية أكرا، حيث نشأ وسط أسرة فقيرة في عام 1982، وهو نفس تاريخ حصول بلاده على اللقب الإفريقي الأخير عندما أقيمت النهائيات في ليبيا.
ويردد إيسيان دائما في لقاءاته الصحفية، والتي كانت آخرها في العدد الأخير من مجلة "نيوز أوف ذا ورد" الأسبوعية البريطانية أنه لعب الكرة في شوارع أكرا مع أصدقائه من دون أن يكون يرتدي حذاءً، وفي بعض الأوقات بالجوارب فقط، وهي أحداث بالنسبة له ليست بالبعيدة عنه، ومازال يتذكرها ولا ينكرها.
ولا شك أن التواضع الذي يحافظ عليه إيسيان والحرص على رد الجميل للمكان الذي لعب وتعلم فيه الكرة له دور كبير في الشعبية اللاعب الكبيرة في جميع أنحاء غانا، وهو ما يظهر بوضوح في اللافتات المعلقة في شوارع أكرا التي تحمل صور واسم نجم منتخب النجوم السوداء المشارك في نهائيات الأمم الإفريقية، ساعيا للحصول على لقبها للمرة الخامسة بعد غياب 26 عاما.
رحلة نجم
يقول إيسيان "ولدت في أكرا وفخور بأني أعود مجددا لشوارعها للعب الكرة مع أقاربي وأصدقائي من جيراني، مثلما كنت أفعل في الصغر، وأشعر بالسعادة عندما أدخل منزلي القديم حيث تربيت، لزيارة أهلي الذين أحتفظ معهم بذكريات لا يمكن أن أنساها مهما مر عليها الزمن".
ويتذكر النجم الغاني كيف أحب الكرة منذ طفولته، موضحا أنه كثيرا كان لا يجد الكرة التي يلعب بها، ولكنه تغلب على ذلك بركل أي شيء يصلح لممارسة لعبته المفضلة، حتى وإن كانت كرة شراب أو مصنوعة من قطع القماش.
وكانت بداية إيسيان الحقيقية مع كرة القدم عندما لعب في صفوف نادي لايبرتي بروفيشنال الغاني عام 1999، وبعدها بموسم انطلق اللاعب ذو الـ18 عاما وقتها إلى فرنسا للانضمام لصفوف باستايا في دوري الدرجة الثانية، ثم كان انتقاله لليون في موسم 2003، وبعدها بموسمين رحل إلى الدوري الإنجليزي ليصبح أحد نجوم تشيلسي في الوقت الحالي.
ورغم أن إيسيان وصل أجره إلى ثمانين ألف يورو أسبوعيا، إلا أن هذا لم يمنع اللاعب من رؤية الفقر الذي يعيش فيه سكان بلده خلال الطريق الذي قطعه من المطار حتى الفندق الذي يقيم فيه الفريق، فالأطفال يسيرون عراة الأقدام ويرتدون الخرق البالية، والمنازل مقامة بالأخشاب والمسامير التي أصابها الصدأ.
ويأمل إيسيان في أن يكون له دور في المستقبل للمساهمة في مساعدة أهل بلده للتغلب على فقرهم، خصوصا وأن لاعبي كرة القدم يكسبون كثيرا من الأموال؛ لذا فعليهم مسؤولية كبيرة في خدمة غانا.
القلب النابض
الفقر لم يمنع الأطفال في غانا من لعب كرة القدم كل تلك العوامل جعلت الجماهير الغانية تعتبر إيسيان القلب النابض للنجوم السوداء، وأكبر دليل على ذلك خروج غانا من الدور الأول للنسخة الـ25 في مصر، والتي غاب عنها اللاعب بسبب الإصابة التي تعرض لها قبل أسابيع قليلة من انطلاق العرس القاري.
وساهم إيسيان -بشكل كبير- في إنجازات المنتخب الغاني في العامين الأخيرين، وتحديدا تأهله إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وبلوغها الدور ثمن النهائي قبل أن تخرج أمام البرازيل بعد الهزيمة بثلاثية نظيفة، علمًا بأنه طرد في المباراة الأخيرة.
ومنذ انطلاق نهائيات غانا 2008 يمتلك إيسيان ثقة كبيرة في قيادة منتخب بلاده إلى إحراز اللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه، والأولى منذ عام 1982 في ليبيا؛ حيث يدرك جيدا أنه لو نجح في ذلك سيكسب حب الجماهير الغانية، وسيتخطى بذلك عشقها للأسطورة عبيدي بيليه الذي صال وجال برفقة منتخب بلاده دون أن ينجح في منحه أي لقب قاري.